آخر الأخبار

الضرب بالزراويط على من يقرأ الكوازيط

0

عبد العزيز كوكاس

الصحافيون الموسوعيون
بعض الأدعياء الذين يقترفون الصحافة ممن يعرفون نتفا يسيرة من كل فن، مثل محرك
البحث “غوغل”، لديهم إجابات عن كل الأسئلة حتى البعيدة عن مجال اهتمامهم، ويدلون
بدلوهم مثل موسوعات تجارية في كل القضايا، هؤلاء “الموسوعيون” الثرثارون يفتقدون
أروع متعة تقدمها المعرفة عموما والصحافة خصوصا.. فضيلة الصمت.

بلادة التكرار
باستثناء الصحافيين ذوي الحساسية المتعالية المستشرفة، وكما الإسباني ج.م. غايندو الذي تنبأ بعبقرية لوركا الذي كان سيُطرد من الجامعة، حيث كتب مُوبخاً الأساتذة البلداء: “سيأتي يوم يدرسون فيه شعره ويفسرونه من فوق منابرهم تلك”.. فإن الصحافيين غارقون في اليومي حتى قُنة رأسهم، لا يُرعبهم استعمال ذات الكلمات لذات المعاني المكرورة، لهم الوضوح الفاضح للدعارة، ومع ذلك لهم كامل الاحتفاء الاجتماعي!

إلى كاتب ناشئ
اعلم أن العالم يبدو كلُّا مُخْتَزلا في حواسِّنا، والوعي هو من يعطي للأحاسيس هيئة معقولة
تكلَّم بكلمات بسيطة، ولا تُتْعب لسانك بالتِّيه في جَوْفِكَ للبحث عما لا طاقة له به..
قل ما تحسه بلا ادعاء ولا مَنّ، فالفكرة مثل القُبلة هشة وذات كبرياء.
يدك عَلِّمها كيف تلمس الأشياء المحيطة كما تمس حلمة نهد امرأة أهدتنا العالم بابتسامتها..
قلبك افتحه على هذا التعدد الزاخر للكون، شمُّك دربه على التقاط الروائح البعيدة لظلال
الأشياء لا كما يحاول الواقع أن يخدعنا، سمعك بلا مخيلة ليس سوى قصبة فارغة لا يقيم
فيها الهواء، بصرك حرره من الذاكرة وخداعها.. دع كل ما فيك يتهامس بأحاسيسه.. دع
عالما آخر ينمو داخلك بجانب الكون الطبيعي، هو ما تكتبه بالضبط.
كن نفسك واحذر أن تتخذ الكتابة بابا لتسدد بها ضريبة فشلك!

سحر المنفلت
هناك مواضيع تبدو ملغزة وساحرة، وتُثير فِتْنة مدمرة، كما تبدّتْ غالا في عيني دالي..
مواضيع تتطلب حُبّ اغْتنام لحظة سعيدة بجانبها، أو لمْسة من يديها أو مجرد أَخْذ صورة
تذكارية معها، أو المقامرة بكل حصيلتنا..
هل ترضى بغَيْر خسارتنا الوجودية؟ هو ذا ما يصنع بهجة الصحافي الأصيل.

أعطاب الكوازيط
لأنها تحس كما لو أنها ممتلئة بأسرار العالم بأسره، فإن الصحافة تستغني عن الجوهري الذي يحكم ما يعبرنا..
الأفكار لا تغتسل من جُنب قبل الذهاب إلى غرفة نوم الجرائد، ومصادر الأخبار آباء يَسْتمنون أو يستعملون عازلا طبيا كي لا ينجبوا أطفالا شرعيين.. والكتبة من الصحفيين لا متسع لديهم من الوقت لحُرقة البلاغة والبحث عن النجاة من مخاطر التأويل.. ليس وضوحهم سوى فقر فاضح! والقراء نُوَم يفسون في الليل ويثرثرون بعناوين الصحف التي قرأوها واقفين أمام الباعة.

الحقيقة في الصحافة
“أن لا يملك المرء فكرة، ومع ذلك يكون قادراً على التعبير عنها، ذاك ما يصنع الصحافي” بمغرب اليوم.. مثل البحث في غرفة مظلمة في ليل بهيم عن قطة سوداء لا وجود لها.

إعادة الإنتاج
الصحافي بقرة مربوطة في حظيرة يُقدم لها البرسيم الجاف لتُنتج حليبا للتسويق العمومي.

المعلومة
وفق الكوجيتو الديكارتي: “أنا أعلم إذن أنا موجود”
وفق المانفيستو الشيوعي: “يجب الدفاع عن التوزيع العادل للمعلومات”.

النيِّئ والطازج
الفكرة التي لا تهزُّني، أقول لها: اذهبي إلى أي خلاء لقضاء حاجتك!
الفكرة الفقيرة النَيِّئة، حين أجدها في سبيلي.. أُطَهِّرها من عَفَر التراب وأُقَبِّلها ثم أضعها جانبا كي لا تَدْهسها أَرْجُل العابثين.. أليسَتْ نِعْمة الله تلك؟!
يجب أن نتعلم فضيلة الاعتذار لفكرة قَطَفْناها قبل أَوَان نُضْجها!

مواجع
ينهب البياض مني ما لا يُغنيه، لكنه يُفقرني
ما أقصى البياض على قلبي.. أَبْرد من قطعة ثلج،
جسد متيبس مثل تين مجفف، يغرق في ملوحة المآقي.
فيما يمتطيه المُدَّعون كظهر حمار!

حداثة
لكي تكون إنسانيا اليوم عليك أن تُدافع عن الشيء ونقيضه
عن الضحية وحقها في الوجود.. عن الجلاد وحقه في المحاكمة العادلة!

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط