آخر الأخبار

هل يحق للوزير الأشعري الذي أغلق ثلاثة جرائد أن يفتي في شأن حقوقنا وحرياتنا؟

0

لحسن التيجاني
خرج علينا وزير الثقافة والاتصال السابق في حكومة اليوسفي محمد الأشعري بتصريح غريب، ينعي حرية الصحافة والتعبير المستهدفة بالمملكة، وينصب نفسه مدافعا عن الحرية وحقوق الإنسان، السيد محمد الأشعري وقف عند ويل للمصلين، في قضية هاجر الريسوني ولم ينظر إلى أبعد من أرنبة أنفه، حين اعتبر أن الذين اعتقلوا الصحافية هم الأمنيون وليس المحافظون والأصوليون الذين نراهم اليوم يلحون على تجريم الإجهاض بشكل مطلق، وكان أحرى بالوزير الاتحادي السابق أن يخجل من نفسه وهو يتحدث عما تتعرض له حرية التعبير والصحافة من استهداف في المغرب اليوم، وهو من أعدم ثلاثة جرائد دفعة واحدة هي: لوجورنال والصحيفة ودومان، أم أنه يعتبر أن المغاربة لهم ذاكرة الذباب السريعة النسيان؟
من اعتقل هاجر الريسوني حقيقة؟
الجواب القريب إلى الذهن هم الأمنيون الذين راقبوا عيادة تجري عمليات الإجهاض السري قصدتها الصحافية لإسقاط حمل غير مرغوب فيه.. لكن الأمنيين في أي بلد لا يتحركون إلا وفق النص القانوني الذي وافقت عليه المجموعة الوطنية من خلال المؤسسات الموضوعة لذلك، القانون الجنائي الذي تحاكم به هاجر الريسوني اليوم صادقت عليه أغلبية حزب العدالة والتنمية وأعضاؤها هم من دافعوا عن البنود المتشددة فيه، ورفضوا المطالب الحقوقية والنسائية وباقي الحداثيين، لملاءمة المغرب لقوانينه مع المواثيق الدولية ومع نص الدستور ذاته الذي يؤكد على سمو المواثيق الكونية، بما يسمح بالحريات الفردية ويبيح للمرأ حق التصرف في جسدها بدون وصية أي أحد.
لقد كان الكاتب المغربي محقا حين قال إن الذين اعتقلوا هاجر الريسوني هم الأصوليون المحافظون المناهضون للحريات الفردية، لأن حكومة بن كيران هي التي ساندت قانونا ظالما تحاكم به الصحافية هاجر اليوم، أما الساهرون على تطبيق القوانين فهم يحرسون فقط على القيام وظيفتهم المحددة بنص قانوني لا يد لهم في تشريعه والموافقة عليه.. ولا يمكن للضابطة القضائبة أن تتصرف خارج النص القانوني.. أما الوزير السابق محمد الأشعري فأنا أتعجب كيف استيقظ من سباته العميق وبياته الشتوي اليوم لتصبح له عينان بسعة الحلم، وينظر إلى الردة الحقوقية في المغرب اليوم وهو الذي في عز صهيل الخيول الجريحة عام 2001 اختار أن يعدم ثلاثة جرائد حداثية كبرى في سابقة في التاريخ المغربي، هل يحق لوزير لما كان يملك السلطة يمنع ويصادر ويقطع أرزاق صحافي مؤسستين كبيرتين تصدران ثلاث جرائد مستقلة، أن يأتي اليوم ويتباكى بدموع التماسيح على تراجع حرية الصحافة وحرية التعبير؟ لكن إذا لم تستح فقل ما شئت.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط