يبدو أن أفضل هواية عثر عليها بعض المتهمين في قضايا الإرهاب لتزجية أوقاتهم داخل السجون أصبحت هي هواية قتل الحقيقة، هذا ما تظهره حالة المعتقل بالمركب السجني (سلا2 ) علي عراس، عضو “حركة المجاهدين المغاربة” المحكوم ب12 سنة سجنا، الذي يصر البعض على الادعاء بأنه بريء مما نسب إليه بنفس الإصرار الذي يدعي به هو تعرضه للتعذيب، رغم وجود وقائع لاتقبل الجدال ولاتصمد أمامها خرافة براءته بنفس القدر الذي تنهار به أمامها مزاعمه حول التعذيب.
علي عراس اعتقل سنة 2008 بمدينة مليلية المحتلة بموجب مذكرة دولية وسلم للسلطات المغربية سنة 2010، وكان مبحوثا عنه بالمغرب منذ 2003 بسبب تورطه في إدخال اسلحة نارية إلى المملكة انطلاقا من أوربا بهدف تحقيق مشروع إرهابي يهدف من ورائه إلى زعزعة الأمن و إقامة الجهاد بمساندة مناصريه في هذه المنظمة منهم محمد نكاوي (معتقل حاليا). هذا الأخير، أي محمد نكاوي، كان أول من ذكر إسم علي عراس، في معرض اعترافه بتسليم مسدسين ناريين وذخائر تم إدخالها في دجنبر 2002 عن طريق المعبر البحري لطنجة إلى صديقه محمد لحراوي عضو حركة المجاهدين المغاربة من أجل ان يسلمهما بدوره إلى محمد النكراوي.
وما يؤكد ايضا تورط علي عراس في اعمال إرهابية كونه قام في مارس 2002 بإدخال سلاح “كلاشينكوف وذخيرة عبر مليلية المحتلة سلمها لعبد الرزاق سوماح وهو أيضا عضو في “حركة المجاهدين بالمغرب” والموجود حاليا بالسجن وهو من أكد ذلك في اعترافاته.
تورط علي أعراس في الأعمال الإرهابية دلت عليه أيضا التحقيقات التي اجرتها المصالح الأمنية بخصوص شبكة عبد القادر بلعيرج، حيث تبين ان أعراس لعب دور الوسيط بين الجزائري محمد بن رابح بنعتو المعتقل بالمغرب وبين عبد القادر بلعيرج، وقد تلقى علي عراس تدريبات شبه عسكرية في الشريط الحدودي المغربي الجزائري من طرف أعضاء “حركة المجاهدين بالمغرب”.
في سنة 2005 مول علي أعراس صفقة شراء أسلحة تتكون من مئات المسدسات عيار 9مم وعشرات من الكلاشينكوفات وعتاد عسكري آخر تمت بين محمد بن رابح بن عتو الجزائري وتاجر اسلحة كرواتي في بروكسيل عن طريق بلعيرج الذي ربط الاتصال بين الأخيرين.
والأمر لايقف عند هذا الحد، فقد سبق لأعراس في سنة 2001 أن طلب من رابح بنعتو ببروكسيل التوسط له لدى جزائريين معروفين بشراء الأسلحة في السوق السوداء كي يسهلوا له الحصول على مسدسين من نوع “scorpion ” الصامت. كما اشترى كذلك 2 كيلو من المادة المتفجرة “. semtex” و “4”détonateurs بثمن 600 أورو.
كما قام محمد بن رابح في ذات السنة بشراء كمية من الأسلحة من عبد القادر بلعيرج عبارة عن 6 مسدسات من نوع سكوربيون وذخيرة مهمة، وذلك لفائدة اعراس وبقيمة 4500 أورو.
هذا على مستوى خرافة الادعاءات التي تدفع ببراءته، أما فيما يتعلق بالتعذيب، فقد أكدت الزيارات التي قام بها وفد من ممثلي المجلس الوطني لحقوق الانسان أن كل ما يدعيه أعراس بشأن تعرضه للتعذيب لااساس له من الصحة باعتبار انتفاء أي بينة على مايدعي، وهو ما وقف عليه عضو المجلس عبد الحق الذوق في آخر زيارة تمت بتاريخ 28 مارس 2014، وذلك بعد اطلاعه على السجل الخاص بالزيارات، كما من خلال اعتراف أعراس نفسه الذي أقر بكونه يتوصل بمراسلاته بشكل منتظم، إضافة إلى ما لاحظه ممثل المجلس من استفادة اعراس من الزيارات العائلية بانتظام منذ تاريخ اعتقاله.
نفي ادعاءات اعراس بتعرضه للتعذيب أمر اكدته شهادات الأطباء أيضا الذين أثبتوا أنه تلقى 36 فحصا طبيا داخليا و24 فحصا اختصاصيا ورفض 4 مرات الذهاب إلى المستشفى لتلقي الفحوصات.
كما أن تقريرا طبيا شرعيا أجري له بمستشفى ابن سينا من طرف 3 اطباء أساتذة اكد وفي عز ادعاءاته وقتها أنه لم يتعرض البتة لأي تعذيب ولايحمل أي آثار تدل على ذلك.
تلك بعض من الحقائق حول قضية الارهابي علي اعراس الذي أمر وزير العدل اليوم فتح تحقيق بشأن مزاعم تعرضه للتعذيب، وهي كافية وحدها لإثبات ليس فقط فراغ دفوعات من يدعون براءته وعدم جدية مزاعمه المليئة بالافتراء، بل وأيضا لإثبات أن الارهابي عندما تقصر يده عن الوصول إلى قتل الأبرياء يقلبها هواية لقتل الحقيقة.