آخر الأخبار

أكاديميون وسينمائيون يناقشون صورة أوربا في المتخيل المغربي

0

اعتبر رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة الحبيب الناصري أن صورة أوربا في المتخيل الثقافي المغربي، تحتاج الى كثير من التفكيك والتحليل، والتأطير الفكري، وتطوير كل ما له علاقة بالفيلم الوثائقي من مخرجين وممثلين وجمهور.

وأضاف الناصري في كلمة له أمس الخميس، خلال ترأسه لندوة علمية حول موضوع (صورة أوربا في المتخيل المغربي) ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان أوربا الشرق للفيلم الوثائقي، الذي انطلق مساء الأربعاء ويختتم مساء السبت بأصيلة، إن أوربا كشكل وخطاب ونص شكل حضورا لافتا في كثير من الأجناس الادبية والثقافية لدى المغاربة والعرب بشكل عام، شفاهية كانت أم مكتوبة وغيرها.

وطرح الناصري الكثير من الأسئلة حول حضور أوربا في المتخيل المغربي والعربي وطبيعيته، فضلا عن تجليات تحليل تلك المنظومة والعلاقة التي تجمع الانا بالآخر، وذلك في افق فهم قوي واعمق لهذا المعطى، وتحقيق نوع من التفاعل الايجابي بين الطرفين، على مختلف المستويات، وبخاصة الثقافية منها والسينمائية وغيرها.

من جهته سلط عميد كلية الآداب بتطوان محمد سعد الزموري في مداخلته، على أهمية ادب الرحلة، وعلى تاريخ الرحلات بين الجنوب إلى الشمال والعكس، والتي لعبت دورا كبيرا، في فهم الآخر، ومعرفة ودراسة مختلف الجوانب الأدبية والثقافية والاجتماعية، والجمالية والبلاغية، ذات البعد الفكري والانتروبولوجي، وذلك من اجل تكوين رؤيا وصورة واضحة المعالم للاخر الذي هو الاوربي، الذي ظل دوما في علاقة وطيدة مع منطقة الجنوب.

وشدد الزموري على اهمية ودور النخب الفكرية في الكشف عن تلك العلاقة المتنية التي انتجت الكثير من التجليات والعلائق، كما طورت قيم الحوار والتواصل بين الطرفين، وفهم كبير لقيم حياتهما، وانماط معيشهما وانفتاح كل طرف على الاخر.

اما سعيد يقطين فقد لامس في مداخلته خلال الندوة التي أقيمت بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، طبيعة العلائق التي جمعت بين ثلاث تجليات كمكون اساسي في المتخيل المغربي تجاه الاوربي، ويتعلق الامر ب(النصراني والرومي والعصري).

وطرح بالمناسبة العلاقة بين ما هو صوري يرتبط بالصورة والفلسفي الفكري، والادبي، ومدى واهمية حضوره في الثقافة الشعبية المغربية والعربية، في علاقتها بنظريتها الاوربية، والتي تبقى صيرورة متحركة، وليست جامدة.

وقدم يقطين في الندوة التي تحدث فيها ايضا عز المغرب معنينو حول الموضوع من وجهة نظر تاريخية، العديد من التمثلاث الشعبية، والمجتمعية، كصورة لأوربا في المتخيل المغربي، والتي تنبني على العديد من المناقضات سواء في نمط الغذاء او اللباس، وأبعادها اللغوية والفكرية والإنسانية. مؤكدا في نفس السياق على ان صورة الاخر غير ثابثة، مركبة، وفيها الكثير من التفاعل وليس التصادم، كما دعا بالمناسبة الى ضرورة تكثيف البحث الأكاديمي من اجل التعرف أكثر على الذات وكيف تحولت وتطورت، ومدى تفاعلها الايجابي مع الآخر.

يذكر ان الدورة التي تختتم مساء السبت، عرفت نقاشا مستفيضا حول الأفلام المدرجة ضمن المسابقة الرسمية، بحضور مخرجيها، كما شهدت تنظيم فقرات مهمة، كورشات حول كتابة السيناريو، ومنها ما هو مخصص للأطفال، فضلا عن لقاءات مفتوحة مع الضيوف من مخرجين ومنتجين ومهنيين، ومائدة مستديرة حول السينما الوثائقية الفلسطينية ودورها في المقاومة، مع عرض أفلام قصيرة بالمناسبة.

 

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط