آخر الأخبار

دفاعا عن الوفا:الدارجة لها قواميسها وقواديسها مثلما أن الفصحى لها معاجمها ومعاجنها

0

لابد أن نور الدين عيوش، وهو يتابع أخبار ما حصل اليوم بالبرلمان عندما قال الوزير محمد الوفا لأحد البرلمانيين “سير تقو..”، قد ضحك حتى الثمالة، فها هو دليل غير مسبوق على أن دارجته التي ظل يبشر بها قادرة، حتى في أحط أشكالها ومضامينها، على تلبية متطلبات راقية ولو بأحجام وزارية.

في السابق كانت العبارة إياها موجودة ومنحصرة فقط في “قواديس” اللغة، ولايكاد تداولها يخرج إلى ما فوق الأرض، حيث أغلب استعمالاتها تتم في العوالم السفلية بدءا من البارات الواطئة إلى أزقة المومسات الواقعة أغلبها في المنحدرات وصولا إلى أقبية التعذيب زمن الرصاص، أما اليوم فقد ارتقت العبارة ودخلت إلى البرلمان، وإذا تقدم البرلماني الذي خاطبه بها الوفا بدعوى قضائية في الموضوع، فإنها ستدخل المحكمة أيضا، وستكتب في محضر رسمي مذيل بتوقيعات ذوي الشان والمرشان، وهذا كله، مضافا إليه دخولها إلى صفحات الجرائد والمواقع، لايمكن إلا أن يكون كافيا من أجل تأهيلها للخروج رسميا من “قواديس” اللغة والدخول إلى قواميسها.

الوفا صديق بنكيران وبنكيران عدو عيوش، لذلك من الوارد أن يغضب بنكيران لما قاله اليوم وزيره الوفي، لكن بالله عليكم ماذا كان ليقول الوفا مكان “سير تقو..” باللغة الفصيحة التي يدافع عنها بنكيران؟ صراحة لايبدو لي أن بنكيران نفسه قادر على إفادته بالبديل، بل حتى لو اجتمعت الحكومة والبرلمان بغرفتيه من أجل البحث عن عبارة فصيحة تؤدي المطلوب فلن يفلحوا جميعا، وهذا ليس لأن اللغة العربية الفصيحة فقيرة في هذا المجال، بل لأنه كما أصبحت الآن لدارجة الحكومة والبرلمان قواديسها بدل قواميسها، فقد كانت لعربيتها الفصحى على الدوام معاجنها بدلا من معاجمها.

7

 

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط