آخر الأخبار

سطوب: فكرة عبقرية.. هاكيفاش ندخلو موسوعة غينيس وكيفاش نجلبو السياح للمغرب

0

صياد البلا

 

بعض “نشطاء” المجتمع المدني في بلادنا عباقرة، ومن المؤسف حقا أن نلجأ إلى الكتب من أجل التعرف على العباقرة بينما هم حولنا وعلى مرمى حجر، ليتنا رميناه بالفعل ليصيب قنة رأس كل منهم لعل وعسى يستفيقون من نومة اليقظان.

آخر هؤلاء العباقرة موظف بإحدى الوزارات فرع لي رأسي، أول أمس، في مكان لايقصده إلا من فرع رأسه من قبل وكان من الباحثين عن بعض الشفاء وبعض النسيان.

الموظف الوزاري، الذي هو ناشط جمعوي من العطلة إلى العطلة في قريته الأصلية، قال ليك أسيدي إن أفضل مافكر فيه، بعد ما بدانا نبحث عن ولوج باب شهرة المملكة انطلاقا من الأفكار الصغيرة، هو أن نكمل خيرنا الذي بدأناه حين أنجزنا أكبر طاجين في العالم وأكبر طبق كسكس على وجه الأرض وأكبر أومليط في القارات الخمس بإنجاز أكبر براد للشاي في التاريخ، فالبراد كالطاجين والطبق والمقلاة خصوصية مغربية ورأسمال لامادي في الحساب اللابنكي للمغرب، والاستثمار فيه بهذه الطريقة لن يدخلنا فقط كتاب “غينيس” مرة أخرى، بل سيجلب الرأسمال المادي من أقاصي الأرض محمولا في جيوب السياح.

طبعا لم تكن لي على الاطلاق الرغبة في مناقشته، وحتى لو كانت لي هذه الرغبة ما كنت لأعارضه في تفاصيل فكرته النيرة طالما أن براده، بالحجم الذي حدده، يمكن، لو نصب في قلعة السراغنة، أن يراه الرائي من قلعة مكونة، وقد يأتيه النحل الجوعان، وليس السياح فقط، حتى من إيسلندا.

كان معتدا بنفسه حد إثارة الحنق والرغبة في ارتكاب جريمة خنق، ولو لم يكن كذلك لربما كنت سفهت فكرته من أصلها، فالبراد المغربي العادي هو أكبر براد في العالم طالما أن الآخرين يصنعون شايهم في الفناجين فقط.

“بحال هاد الأفكار البسيطة هي اللي خاصنا..ولكن المشكل شكون اللي غادي يتبناها”، إنه يشكو، وكان الأولى أن أشكو أنا الذي فرع رأسه، لكني لم أفعل، لأني أصبحت فجأة نصيرا لفكرته، بل، وكما لو فاض علي بعض من عبقريته وجدتني منخرطا في تطوير فكرته أبعد فأبعد، وهكذا وصلت إلى نتيجة أن الرجل محق، بقوة المنطق والواقع، فمن أكل من الطاجين وأكل الكسكس ثم الأومليط لابد له بالفعل من الشاي ولو من أجل تيسير الهضم.

لقد أكلنا أكبر طاجين وأكبر طبق كسكس وأكبر أومليط وهاهو عبقري يرشدنا إلى أكبر براد للشاي، عبقري أصابني على غير ميعاد بعدوى العبقرية وأنار طريقي نحو فكرتي العبقرية أنا الآخر، والتي سأطرحها مستقبلا، ومفادها أنه، بعد كل هذه الانجازات التي أكلناها وشربناها وامتلأت بها بطوننا، لابد من المبادرة إلى إنجاز أكبر مرحاض لاستقبال أكبر “فضلة” في العالم ندخل بها إلى كتاب “خينيز”للأرقام القياسية ونجلب بها السياح من الذباب والجعلان والخنافس و…

 

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط