قال ليك بنكيران، بالفم المليان، يعترف بأنه لايعرف بماذا يجيب الملك حين يسأله عن حوادث السير..
بخ بخ، كما قال أعرابي ذات يوم.. رئيس حكومة، انتخب وعين على أساس الأهلية الكاملة لتدبير الشأن العام وتقديم الحلول لاختلالالته، ومع ذلك لايعرف بماذا يجيب عن سؤال من أسئلة هذا الشأن.
لو طرح نفس السؤال عن حوادث السير ضمن امتحانات الباكلوريا، لكان أجاب عليه على الأقل 90 في المائة من التلاميذ، ورغم أن أجوبتهم قد لاتكون كلها صائبة، إلا أن مجرد تسجيل الاجابة على الورقة سيؤكد أنهم يعرفون بماذا يجيبون حين يطرح عليهم السؤال، بعكس رئيس الحكومة الذي هو ثاني مسؤول في المملكة بعد الملك.
هي فضيحة بكل المقاييس، فإذا كان رئيس الحكومة لايعرف فمن ياترى سيعرف؟ مي فاطنة أم باعروب؟
لقد انتخبت يارجل، ثم عينت في منصبك كي لاتقول أبدا هذه العبارة، “أنا لا أعرف”، وإلا لاش انت تما، لاش مصدع الناس ومصدع راسك بشي سياسة كاع، سير تكمش بحالك بحال مي فاطنة وباعروب.
أين برنامجك الجامع المانع؟ أين مشروعك الكبير الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ أين بديلك السياسي والمجتمعي الذي “فرعت” به رؤوس الأشهاد قبل الانتخابات التي بوأتك الصدارة؟
حشومة والله يلا حشومة، حشومة أن تنهض من بين أكثر من 30 مليون مغربي، وتخدعهم حتى “يحزموك” و “يرزموك” وفي الأخير تقول لهم “متعولوش عليا”..حشومة.
إنك لست تلميذا من الابتدائي يارجل كي يجوز لك الاعتراف بجهلك للجواب، فأنت رئيس حزب ورئيس حكومة، وتحت يدك الخبراء والمنظرون، وطوع يمينك الحلول والاجتهادات في الدراسات والأبحاث لو مددت يدك وقرأت واطلعت قليلا..
لكن الفضيحة تأبى إلا أن تصبح مصيبة ثم كارثة عظمى حين يضيف السيد رئيس الحكومة في ذات التصريح أنه أحيانا يفكر في ما إذا لم يكن ممكنا إيقاف حركة السير من أجل تفادي الحوادث.
مرة أخرى بخ بخ كما قال الأعرابي، فحتى جدتي، رحمها الله، التي لم تعلم يوما أبعد من الحكايات والخرافات، ماكانت أبدا لتفكر في مثل هذا الاحتمال لو طرح عليها موضوع حوادث السير، كانت ستقول لو سمعت به “واش انت بعقلك ولا مترزاقوش”.
الحاصول، اللهم لاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا في العصري الحجري القديم، وذلك بأن تمنع بنكيران من تطبيق فكرته الخرقاء يوما ما فيصبح كل من ضبط راكبا دراجة أو سيارة أو حافلة أو شاحنة مجرما تتوجب متابعته.. آمين..