سميرة نسيم
في غمرة الاهتمام الاعلامي المتواصل بالموهبة المغربية في كرة القدم، منير الحدادي الذي بزغ نجمه في المدة الأخيرة، اختارت صحيفة “إلموندو” الاسبانية أن تعرض لحياة والد اللاعب الموهوب، محمد الحدادي، حيث التقته وروى لها حياته منذ انتقاله، وهو بعد في ال18 من العمر، إلى الأراضي الاسبانية سنة 1966 على متن قارب للصيد رفقة 20 شخصا آخرين، قادما من مدينة الفنيدق.
بعد وصول محمد الحدادي للأراضي الاسبانية ستكون بانتظاره مشاكل كثيرة، هو الذي يوجد في وضعية مهاجر سري بدون وثائق الأمر الذي يفرض عليه التخفي خشية ضبطه من قبل السلطات الأمنية الاسبانية وإعادته من حيث أتى، وقال محمد الحدادي عن هذه الفترة “..اشتغلت بائعا متجولا وكان مفروضا علي التخفي خشية إمساك الشرطة بي وترحيلي”.
بعد ذلك سيأخذ محمد الحدادي وجهته من الجزيرة الخضراء نحو مدينة بلباو، وهناك سيشتغل لمدة أربع سنوات في معمل للجبن ولحم الخنزير حتى حصل على أوراق الاقامة، ثم سيلتقي بطباخ من إقليم الباسك الذي منحه فرصة عمل كطباخ بمطعمه، وهي المهنة التي حافظ عليها محمد الحداد إلى الأن حيث مازال يعمل رئيس مطبخ في أحد المطاعم.
وبخصوص والدة منير الحدادي، والتي ولدت بمدينة مليلية المحتلة، فقد عملت هي الأخرى في احد المطاعم سنوات قبل ان تتفرغ لرعاية لرعاية أسرتها.
ورغم ما حققه ابن الأسرة، النجم منير الحدادي، من مداخيل مالية طائلة بعد بروز نجمه ضمن نادي البارصا، إذ يجني 150 ألف أورو سنويا و24 ألف أورو عن كل مقابلة احترافية يشارك فيها، إلا أن أسرة الحدادي ظلت وفية لنمط عيشها البسيط، حيث لازالت تقطن في ذات الشقة التي لاتزيد مساحتها عن سبعين مترا مربعا.