آخر الأخبار

نحن حكومة جلالة الملك ، أي منطق هذا ؟!

0

‫أشرف طانطو


 

من المؤسف أن نشاهد الفاعل السياسي ونسمعه كمدبر للشأن العام وهو يتكلم على المباشر وأمام المغاربة ، بأنه ينتمي لحكومة تسير في العمق من طرف جلالة الملك وأنهم وبطريقة غير مباشرة وزراء تصريف الأعمال لا حول ولا قوة لهم سوى تتبع الإملاءات الفوقية ( حكومة الظل أو الدولة العميقة كما يحب للبعض مناداتها ).

والسؤال الجوهري هنا والمستوجب طرحه بحدة ، ما جدوى القيام بدستور جديد وخلق بلبلة كبيرة حوله من مناظرات وتشاورات وتمحيص ونقد وانتقاد وتثمين…بل ما قيمة وجود أصلا حكومة دستورية في المغرب ، إذا كان الفاعل فيها لا يتحمل مسؤولياته ويختبئ بجبن كبير وراء جلالة الملك في هروب واضح ، أمام الشعب ، من تحمل المسؤولية وربطها بالمحاسبة.

هذا أمر خطير جدا أن يستمر الفاعل السياسي بالمغرب بممارسة لغة الخشب والجبن والديماغوجية الفارغة ، حفاظا على منصب سلطوي تم احتكاره منذ سنوات ، في استغلال فادح ودنيء لصورة ورمزية الملك .

لا أحد يشكك في كون أن النظام السياسي الأمثل لدولة قبلية كالمغرب ، الملكية ولكن ملكية حداثية متفتحة تشتغل جنبا لجنب مع حكومة منتخبة شعبيا كتكريس لديمقراطية متقدمة ودولة المؤسسات.

إلا وإنه وللأمانة السياسية الفاعل الحزبي بالمغرب يفتقد للجرأة السياسية وسياسة الحقيقة المبنية على تسمية الأشياء بمسمياتها عوض إلصاق الفساد والمفسدين بحيوانات وأشياء غيبية من قيبل التماسيح والأشباح.

بصراحة إذا كانت الحكومة وقراراتها السياسية/الإجتماعية/الإقتصادية والأخلاقية في يد جلالة الملك وبتطبيع مع مشكلي الحكومة….نطالب بحل البرلمان والحكومة ونحكم بنظام الشمولية ونظام تركز السلط ، فعلى الأقل حتى لا يعقد الشعب المغربي أمالا كبيرة في محاربة الفساد ونهب الثروة العامة

فيجب أن ندرك عمق هذا الكلام الخطير الذي ينم عن تملص من المسؤولية السياسية للحكومة أمام الشعب ليلصقوا في اخر المطاف كل فشلهم بجلالة الملك ، وللأسف بوادر هذه الردود تبدو ظاهرة من خلال تتبع خرجات السيد بن كيران ، الخالية من أي مسؤولية ، التي يدخل فيها دائما الملك أثناء قيامه بمهامه الوزارية.

فغذا حينما ستنتهي ولاية هذه الحكومة سيخرج علينا هؤلاء الوزراء بكلام نستنتجه منذ وقت مضى مفاده وتلخيصه ( بغينا نخدموا ولكن ما خلاوناش التماسيح أو حنا حكومة جلالة الملك )….

 

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط