طبيعي أن يتغير البرنامج اليومي للملك محمد السادس في حياته الخاصة والرسمية أيضا خلال شهر رمضان، يفيد أحد مصادرنا الخاصة، مضيفا أن للملك حرصا خاصا على الاحتفال بالشهر الفضيل وفق العادات المغربية الأصيل..
كالعادة يكون أول ما يطلع عليه الملك من تقارير في مكتبه بالديوان الملكي هو تقرير خاص بحالة الطقس التي ستشهدها المملكة قبل مباشرة باقي عناصر جدول الأعمال الخاص بذلك اليوم. بعد فترة العمل الصباحية يخصص الملك الجزء اللازم من وقته لأسرته وعائلته حيث يحرص يوميا في حالة عدم السفر على قضاء فترة مع أبنائه وزوجته وأفراد من العائلة الملكية، قبل أن يأخذ قيلولة تفضل مصادرنا وصفها بالقصيرة وبما يكفي للعودة بنشاط إلى مزاولة مهامه وشؤونه الخاصة، خاصة وأن انشغال الملك بالجوانب الاجتماعية والإنسانية يتقوى كثيرا خلال شهر رمضان انسجاما مع الأجواء الروحية لهذا الشهر وكذا مع التقاليد المغربية المتوارثة في هذا الخصوص.
للفترة الليلية نصيبها من البرنامج اليومي الخاص بالجالس على العرش، فبعد أداء صلاة التراويح، ينكب الملك على استكمال قراءة التقارير المرفوعة إليه، حيث تؤكد مصادرنا أنه يصر دائما على الدقة والتوثيق، ويظهر ذلك في علاقته الخاصة جدا بما هو مكتوب، فهو لا يفضل فقط قراءة خطبه المكتوبة عندما يخاطب شعبه، بل يحرص أيضا على قراءة كل التقارير المرفوعة إليه بإصرار منقطع النظير، وهذا الإصرار هو الذي يجعله حتى في غير رمضان يؤخر جزءا من تلك التقارير إلى الفترة الليلية كي يكون أكثر تفرغا لها.
ومن أهم ما يطبع البرنامج اليومي الخاص بالملك، تلاحظ مصادرنا، هو التركيز على الجوانب الاجتماعية والإنسانية، وإذا كان ذلك واضحا في الجزء الرسمي والمعلن من أنشطة الملك، فإنه حاضر كذلك في الجزء الخاص من حياته، وتعدد مصادرنا مظاهر هذه الجوانب الاجتماعية والإنسانية في توجيه مساعدات مادية والتكفل بعلاج مرضى. فضلا عن الحرص على القيام بجولات ليلية عادة ما يكون غرضها بالإضافة إلى الترويح عن النفس ومعايشة الأجواء الرمضانية الشعبية عن قربن السعي أيضا إلى الوقوف على حالات من العوز أو المظلومية ومباشرة معالجتها وتقديم المساعدة لها..