آخر الأخبار

وجهة نظر

0

راجعني بعض القراء في الأسلوب الأدبي الذي أكتب فيه مقالاتي، راجياً أو أجعل الأولوية للتحليل السياسي، بدلاً من الاهتمام اللافت باللغة والصياغات البلاغية، والمترادفات اللفظية.

سعدت برأيه، وقد سمعت مثله من أكثر من متابع، لكني أجد نفسي متمسكاً بالشكل الذي أكتب فيه، وبالطريقة التي أعبر بها، فأنا أعشق اللغة العربية، وأطرب عند سماع من يتقنها، وأرى أن أذني تجرحها الكلمة الخاطئة، معنى ومبنى وموقعاً وشكلاً إعرابياً، بل إنها تؤذي مسامعي، وتخدش حرمة اللغة.

قلت لمن قدم لي النصح، وهو عزيزٌ لا أشك في صدق نصحه، أنني فيما أكتب أعبر عن نفسي، وأكتب ما أشعر به وما ألمسه، مستخدماً ألفاظاً جميلة، وتراكيب بديعة، وتشبيهاتٍ عربية جزلة، وأميل إلى استعمال المحسنات البديعية، طباقاً وجناساً، ووزناً، وسجعاً، وجملاً قصيرة، وكلماتٍ منسقة منتظمة، لها وقعٌ ووزنٌ متشابه، إن لم يكن واحد، فهذا الشكل من الكتابة أحبه، وأتمسك به، وأحرص عليه، وأحاول ألا أخسره أو أفقده، فأنا فيه ومن خلاله أجد نفسي.

ربما يكون صديقي الناصح المحب، قد أصاب في رأيه، وعبر عن فكرةٍ صائبةٍ، ورأيٍ عام، ولكني أعتقد أن الفضاء أصبح يتسع لصنوف وألوان الكتاب والكتبة، من أصحاب المقالات والمقامات، فلا أرى عيباً أو غضاضة في تعدد الأشكال، وتنوع القوالب والهيئات، فلا يوجد ما يمنع من الكتابة المتأدبة، والثانية المهنية المتجردة، شرط أن يكون فيها الرأي والتحليل، والوصف والبيان والاستقراء المطلوب، وللقارئ أن يختار، وان يقرر أين يقف ويقرأ، بما يمكنه أن ينتقد وأن يتشكل عنده رأي، مادحاً أو ناقداً، مؤيداً أو معترضاً.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط