آخر الأخبار

كرههم للدولة أعماهم ولم يترك في قلبهم حيزا صغيرا لحب الوطن

0

رشيد السماعلي

 

منذ مدة وأنا أتتبع احتراف البعض للمعارضة المريحة التي جلبها اليوتوب وباقي وسائط التواصل الاجتماعي، معارضو آخر ساعة، لا علاقة بالنقد الذي يمارسه سياسيون مغاربة بيننا لمختلف السياسات العمومية حتى وغن كان قاسيا، فهو نابع من روح وطنية صادقة وعلى إيمان عميق بالفعل السياسي البناء.. إنهم بلا تاريخ، بلا فكر نقدي، بلا مصادر خبر، بلا رؤيا,,, غير آجي أفم وقول، هؤلاء المحترفون للنضال المريح الذي يجلب رضا قوى الخارج التي تغدق عليه بعض الفتات، مستعدون لإطلاق النار على كل شيء يتحرك داخل المغرب، المخزن مستبد، والاقتصاد تتحكم فيه المافيا، والأحزاب فاسدة باعت الماتش، والإعلام الوطني كله عميل وخائن، وهم وحدهم يقدمون أنفسهم فيما ينشرونه من “تعاويد خاوي”، من أمثال محمد زيان، علي المرابط، دنيا الفلالي وزوجها، وحاجب المتهم في قضايا الإرهاب، وزكريا المومني، والمؤسف حقا أن نجد من يحدو حدوهم ممن كنا نثق في تحليلاتهم وفي مواقفهم أمثال المعطي منجب وبوبكر الجامعي وفؤاد المومني وغيرهم..

المغرب عند هؤلاء لا توجد فيه نقطة ضوء وحيدة، لا يوجد سوى الاستبداد، والتخلف والفساد يعم كل دواليب الدولة وكلشي بايع الماتش، سوى هم “أنا وحدي نضوي البلاد”، حين ينتصر الفريق الوطني لكرة القدم نجدهم يحزنون، لأن هناك شيء ما إيجابي أفرح المغاربة، حين تنتصر الدبلوماسية المغربية في المحافل الدولية يغمضون العين عن ذلك ولا يطبلون إلا للاتهامات المناوئة للوطن، ولا يفرحون سوى لهزيمة فريق رياضي مغربي أو جفاف حل بالبلاد.. أتساءل كيف أعمى حقدهم للمخزن قلوبهم للدرجة التي لم يعد فيها حيز بسيط يملؤونه بحب هذا المغرب الشامخ..

لم يروا في اعتراف أمريكا بمشروعية الوحدة الترابية للمملكة أي انتصار، لم يروا فيما خطته إسبانا مما أوجع ولا يزال خصوم الوطن في الخارج، في المقابل يفرحهم إذا صدر تصريح أو تقرير صحفي يعاكس التيار العام الذي تولد عن اعتراف الرئيس ترامب بمغربية الصحراء، ونلاحظ كيف يتلاقى ما ينشره الإعلام الجزائري وما تروجه الاستخبارات الجزائرية، التي تعيد نشر ما يذيعونه وما يدونه هؤلاء المعارضون الذين خلا قلبهم من حب الوطن، في حساباتهم وفي روتينهم اليومي، أليس في بقائهم بيننا وعيشهم بطمأنينة بين أحضاننا دليل على وجود حيز للضوء، متسع للديمقراطية وللنقد حتى لو كان أهوج وسائب ومتحرر من أي قيد أو شرط يمليه العقل والمنطق؟

تحضرني واقعة لها دلالتها في حالة هؤلاء المعارضين الذي يفرحهم فقط ما يسئ للمغرب فيعيدون نشره ويزيدون عليه من خيالهم المريض، سأرويها كما وردت في مصدرها، في عام 1970 أقرت كوبا قانوناً يمنع مواطنيها من الهجرة إلى أمريكا مخافة أن تجندهم المخابرات الأمريكية في جيش كوبا المعارض والمناوئ لكاسترو والذي احتضنته المخابرات العسكرية الأمريكية.

وفي عام 1980 حاولت أمريكا إحراج كوبا …فأعلن الرئيس الامريكي “جيمي كارتر ” أن أيادي أمريكا مفتوحة لكل الكوبيين وأنهم سوف يحصلون على رواتب مرتفعة ومنازل مجانية و… و..

فان رد الرئيس الكوبي فيديل كاسترو بأن جهز 600 قارب عند ميناء هافانا وقال من يريد أن يذهب لأمريكا فليذهب …فاحتشد حوالي 125 ألف كوبي وركبوا القوارب متجهين إلى أمريكا …هنا كانت المفاجئة.

فقد تفاجأت أمريكا بالحشود الهائلة من المهاجرين الكوبيين وامتنعت عن استقبالهم وتركتهم لأسابيع في البحر أمام مرأى ومسمع العالم كله !وتوفي العشرات أغلبهم من العجائز والنساء والأطفال قبل أن يتم وضعهم في ملاجئ جزيرة غوانتاناموا الكوبية المحتلة من الأمريكان .

الغريب أنه وبعد خروجهم انتعش الاقتصاد الكوبي بعد فترة من الركود وحقق فائض تجاري كبير رغم الحصار، كذلك تطور قطاع التعليم والصحة في كوبا وبشكلٍ سريع …

آنذاك خطب فيدال كاسترو وقال مقولته الشهيرة :هؤلاء الديدان لقد كانوا أمريكيين وهم بيننا  .

بينما تعرض “جيمي كارتر” لانتقاد شديد بسبب غبائه وتسبب ذلك في خسارته بالانتخابات فيما قال خلفه الرئيس رونالد ريغان: لو بقى هؤلاء المهاجرين في كوبا لسقط كاسترو!!

فى كل وطن توجد ديدان هم سبب خرابه ونكبته، وخروجهم راحة للبلاد والعباد، فالأوطان لأهاليها و الخائن لا وطن له ..نحن لا نطالب أي سلطة بتهجير هذه العينة من معارضي آخر زمان ممن تبهجهم كل ضربة أو تشويش يتعرض له المغرب، ويحزنهم أبسط انتصار حتى لو كان في رياضة مغمورة، ببساطة لأننا مغاربة ولدينا أخلاق الكبار، تيقولوا أجدادنا “يديك منك وخّا مجدامة”، واعتدنا أن نأوي بيننا حتى من يضرنا لأننا نقدس رابطة الأخوة والدم والوطن، لأن حبنا لهذا المغرب لم يترك لنا حيزا في قلبنا لذرة حقد اتجاههم، ولك ما نرجوهه لهم هو أن يتقوا الله في وطنهم، وأن يهديهم سواء السبيل.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط